الأحد، 2 ديسمبر 2012

وسائل الإعلام وتأثيراتها


إننا نعيش في زمن العولمة، حيث قيل أن العالم تحوَّل إلى قرية كونية صغيرة، كلّ من فيها قادر على معرفة ما يريد بسهولة وبسرعة.
فالمعرفة صارت متيّسرة لمن يطلبها، وليس هناك من حواجز تحول دون اطلاع المرء على أي نوع يريد من المعارف، وذلك بفضل التكنولوجيا التي تتطور على نحو غير مسبوق.
في هذا الجو نلاحظ التالي:
1 ـ التلفاز: الذي غزا كل بيت، بيوت الفقراء كما الأغنياء، بغض النظر عن دين أو ثقافة الفرد والعائلة، بل صار التلفاز أداةً تثقيفية وتوجيهية أساسية للأطفال. وبفضل انتشار الفضائيات، وسهولة التقاط المحطات التلفزيونية المختلفة، توسّعت الخيارات أمام المشاهد.
في هذا المجال الإعلامي، أبدع الإنسان، خاصة عندما صارت صناعة الأفلام والبرامج المختلفة نتاج اختصاص وعلم يدرّس في أهم جامعات العالم.
وفي هذا المجال أيضاً، نجد نمطين من الإبداع ونمطين من الإنتاج:
النمط الأول، هو الذي استفاد من هذا التطور العلمي في حقل الإنتاج التلفزيوني ليقدِّم للمشاهد البرامج الاجتماعية والعلمية والدينية والتاريخية، التي تربط المشاهد بالقيم والأخلاق والمثل العليا. منها مثلاً البرامج التي يقدمها التلفزيون والسينما الإيرانية.
وما تقدِّمه المحطات الإسلامية الملتزمة في لبنان: المنار ـ العالم ـ الكوثر...
النمط الثاني، هو الذي استعمل التطور العلمي والتكنولوجي للترويج، من جهة لأفكار وقيم بعيدة عن الأخلاق الفاضلة وتلعب على غرائز الإنسان، بل تحرفه عن إنسانيته ـ وللترويج حتى للسلع المختلفة.
إذاً، الطفل المسلم يقع تحت تأثير وضغط هذه البرامج. لماذا، على الرغم من وجود برامج أخرى تنتجها محطات التلفزة الملتزمة دينياً؟.
لأسباب متعددة:
1 ـ عدد محطات التلفزة الملتزمة محدود مقارنة مع عدد المحطات الأخرى.
2 ـ الكثير من محطات التلفزة الملتزمة محارب وممنوع في كثير من دول العالم لأسباب واعتبارات سياسية، لها علاقة بالمواجهة بين قوى المقاومة للعدو الصهيوني وهذا العدو ومن يدعمه من دول العالم.
مثال: منع بث تلفزيون المنار (حزب الله) في كل أوروبا وأمريكا، منع بث تلفزيون العالم على العربسات.
3 ـ تطوّر الإمكانات التقنية والفنية وتوفّرها أكثر عند الفريق غير الملتزم. فنرى مثلاً نسبة أكبر من البرامج، لا سيّما تلك الموجّهة للأطفال والناشئة، معدّة بطريقة فيها الكثير من عناصر الجذب والجمال، مقارنة مع تلك التي يعدّها الملتزمون.
بناءاً على ما سبق ذكره، نجد أن سلبيات التلفاز تتوزع بين:
ـ كونه مصدراً لا متناهياً للبرامج  التي غالباً ما تضع الطفل أمام مشاهد الإجرام، الخوف والرعب، الإباحية الأخلاقية. سيّما إذا ما كان التلفاز متصلاً بالفضائيات، فإن التلفاز يساهم في خلق شخصية خائفة، قلقه، تضطرب عندها المعايير الأخلاقية الصحيحة.
ـ يساهم في إضعاف قدرات الطفل الذهنية وقدرته على التركيز الذهني لفترة طويلة.
ـ يؤثِّر على قدرات الطفل الإبداعية ويمنعه من إخراج طاقاته الكامنة وتحويلها إلى عوامل إبداع.
ـ يساعد في رفع نسبة السلوك العدائي والإنعزالي، غير الاجتماعي. ويلاحظ أنه بسبب الانشغال بمشاهدة التلفاز، انخفض مستوى العلاقات بين الناس، بين أفراد العائلة الواحدة.
كل هذه السلبيات نفهمها أكثر عندما نربطها بالخصائص الشخصية للطفل (نزوعه للتعلّم والمعرفة، غلبة الخيال على تفكيره، محاولة تقليد الكبار...).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق